دخل برشلونة مواجهته أمام إشبيلية في ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" وهو يحمل سجلًا قويًا في زياراته الأخيرة للأندلس، حيث لم يعرف طعم الهزيمة في آخر تسع مباريات لعبها خارج أرضه أمام الفريق الأندلسي في الدوري الإسباني، محققًا ستة انتصارات وثلاثة تعادلات، وهي أطول سلسلة لا هزيمة له هناك في تاريخ المسابقة.
لكن هذه السلسلة توقفت بشكل مثير، بعدما سقط الفريق الكتالوني بهزيمة ثقيلة أمام مضيفه بنتيجة (4-1)، في ليلة كانت مليئة بالأرقام والحقائق التي كشفت عنها شبكة "أوبتا" بعد اللقاء.
إشبيلية الذي يعيش فترة تجديد على يد مدربه الأرجنتيني ماتياس ألميدا، قدم واحدة من أفضل مبارياته في الموسم، معتمدًا على الضغط العالي والسرعة في التحول، ليكسر العقدة التاريخية أمام برشلونة ويحقق فوزًا طال انتظاره.
إنجاز أليكسيس سانشيز
البداية جاءت مبكرة، عندما افتتح أليكسيس سانشيز التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة عشرة، في لقطة حملت رقمًا خاصًا للتشيلي المخضرم.
فبحسب "أوبتا"، أصبح أليكسيس، البالغ من العمر 36 عامًا و290 يومًا، ثاني أكبر لاعب يسجل من ركلة جزاء في مرمى برشلونة في الدوري الإسباني خلال القرن الحادي والعشرين، بعد خوسيه لويس موراليس الذي فعلها في أغسطس/أب الماضي وهو في سن 38 عامًا و31 يومًا.
إنجاز يثبت أن خبرة سانشيز لا تزال قادرة على صناعة الفارق حتى أمام الفرق الكبرى.
بصمة روميرو
بعد هدف سانشيز، واصل إشبيلية تفوقه بفضل حيوية الشاب إسحاق روميرو، الذي قدم مباراة استثنائية تُضاف إلى سجله الصاعد.
روميرو سجل الهدف الثاني لفريقه في الدقيقة 36، وصنع بصمته الأبرز بعد أن تسبب في ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الأول، ليصبح أول لاعب من إشبيلية يسجل هدفًا ويتسبب في ركلة جزاء خلال مباراة ضد برشلونة في الليجا منذ بداية الإحصاءات الدقيقة للمسابقة في موسم 2003/2004.
أرقام تُبرز الموهبة الجديدة التي بدأ جمهور الفريق الأندلسي يضع فيها ثقته المستقبلية.
تراجع ليفاندوفسكي
ورغم محاولات برشلونة للعودة في اللقاء، إلا أن الفريق بدا تائهًا دفاعيًا وهجوميًا، خصوصًا مع تراجع أداء ليفاندوفسكي الذي أضاع فرصة ثمينة لتقليص الفارق من ركلة جزاء.
ووفقًا لشبكة "أوبتا"، فقد أهدر النجم البولندي 3 ركلات من أصل 10 سددها في الدوري الإسباني، ليصبح ضمن أكثر اللاعبين إهدارًا منذ موسم 2022/2023، إلى جانب إياجو أسباس وفيدات موريكي (أربعة لكل منهما)، وداني باريخو الذي أهدر 3 أيضًا.
إيجابيات راشفورد
وعلى الجانب المشرق قليلا في برشلونة، واصل الإنجليزي ماركوس راشفورد إسهاماته الإيجابية رغم النتيجة القاسية، بعدما سجل هدف فريقه الوحيد في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من الشوط الأول.
وذكرت "أوبتا"، أن راشفورد أصبح أكثر لاعب مساهمة في الأهداف مع برشلونة هذا الموسم في جميع البطولات، حيث شارك في سبعة أهداف خلال عشر مباريات (سجل 3 وصنع 4)، متفوقًا على جميع زملائه.
هذا الرقم يعكس حجم الجهد الذي يبذله اللاعب القادم من مانشستر يونايتد، لكنه أيضًا يُبرز ضعف المساندة التي يتلقاها من بقية عناصر الهجوم.
في الشوط الثاني، انفجر إشبيلية هجوميًا مستفيدًا من انهيار برشلونة البدني، فسجل خوسيه أنخيل كارمونا الهدف الثالث في الدقيقة 90، قبل أن يختتم أكور آدامز المهرجان بالهدف الرابع في الدقيقة السادسة من الوقت المحتسب بدل الضائع، ليحسم فوزًا تاريخيًا بأربعة أهداف مقابل هدف واحد، وينهي عقدة استمرت لسنوات أمام العملاق الكتالوني.
دلالات مقلقة
الهزيمة لم تكن مجرد ثلاث نقاط ضائعة بالنسبة لبرشلونة، بل حملت دلالات مقلقة حول مسار الفريق تحت قيادة هانز فليك بعد الخسارة في دوري الأبطال ضد باريس سان جيرمان بنتيجة (1-2).
فبحسب "أوبتا"، هذه هي المرة الثانية التي يتعرض فيها برشلونة لهزيمتين متتاليتين في جميع البطولات مع المدرب الألماني، بعد سلسلة مماثلة في ديسمبر/كانون الأول 2024.
الفريق بدا بلا هوية واضحة، وظهر أن مشاكل التوازن بين الدفاع والهجوم لا تزال قائمة، رغم محاولات فليك تطبيق أسلوب الضغط السريع والتمرير العمودي.
أما من الناحية التاريخية، فقد جاءت هذه الخسارة لتضع حدًا لأطول سلسلة لا هزيمة لبرشلونة في زياراته لإشبيلية بالدوري، وهو رقم ظل صامدًا منذ سنوات، قبل أن يسقط أمام فريق أندلسي متجدد، جمع بين الحماس والخبرة، واستغل كل ثغرة ممكنة في دفاع برشلونة الذي بدا هشًا وغير منظم.
في المحصلة، أظهرت أرقام "أوبتا"، أن اللقاء لم يكن عاديًا على الإطلاق، بل كان بمثابة نقطة تحول للفريقين: إشبيلية استعاد الثقة وحقق انتصارًا تاريخيًا يعيد له هيبته، بينما تلقى برشلونة صفعة قاسية قد تدفع فليك إلى مراجعة الكثير من أفكاره التكتيكية.